السلام عليكم أهلا بكم في منتدى بصر الحريرمنتدى ثقافي اجتماعي إخباري علمي تربوي نرجو أن تستفيدوا و تستمتعوا معنا
و نرجومنك أخي الزائر أن تكون مشتركا فاعلا معنا بالضغط على زر التسجيل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

السلام عليكم أهلا بكم في منتدى بصر الحريرمنتدى ثقافي اجتماعي إخباري علمي تربوي نرجو أن تستفيدوا و تستمتعوا معنا
و نرجومنك أخي الزائر أن تكون مشتركا فاعلا معنا بالضغط على زر التسجيل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» مجزرة يندى لها الجبين في مدينة بصر الحرير الله اكبر
الإمام التابعي الجليل .. الحسن البصري رحمه الله Emptyالخميس أغسطس 02, 2012 10:47 am من طرف بنت ازرع

» ملخص وتذكرة بسيطة عن مدينة بصر الحرير ....
الإمام التابعي الجليل .. الحسن البصري رحمه الله Emptyالأربعاء يوليو 04, 2012 11:07 am من طرف بنت ازرع

» عاجل بصر الحرير البطلة
الإمام التابعي الجليل .. الحسن البصري رحمه الله Emptyالجمعة يونيو 22, 2012 2:37 am من طرف بنت ازرع

» قصف مدينة بصر الحرير بالهاون
الإمام التابعي الجليل .. الحسن البصري رحمه الله Emptyالأحد يونيو 17, 2012 2:10 am من طرف بنت ازرع

» حوران منتصف النهار آخر الاحداث
الإمام التابعي الجليل .. الحسن البصري رحمه الله Emptyالأحد يونيو 17, 2012 2:03 am من طرف بنت ازرع

» عاجل من بصر الحرير حفظها الله
الإمام التابعي الجليل .. الحسن البصري رحمه الله Emptyالخميس يونيو 14, 2012 10:42 am من طرف بنت ازرع

» اوطى قمة بالعالم لموسوعة جنيس
الإمام التابعي الجليل .. الحسن البصري رحمه الله Emptyالخميس مايو 03, 2012 5:43 am من طرف بنت ازرع

» شهداء الفزعة لكي لا ننسى رحمكم الله
الإمام التابعي الجليل .. الحسن البصري رحمه الله Emptyالخميس مايو 03, 2012 5:38 am من طرف بنت ازرع

» عمل خاص حوران بصرالحریر
الإمام التابعي الجليل .. الحسن البصري رحمه الله Emptyالأحد أبريل 29, 2012 12:02 am من طرف بنت ازرع


الإمام التابعي الجليل .. الحسن البصري رحمه الله

اذهب الى الأسفل

الإمام التابعي الجليل .. الحسن البصري رحمه الله Empty الإمام التابعي الجليل .. الحسن البصري رحمه الله

مُساهمة  رجاء الحريرية الإثنين يوليو 20, 2009 4:27 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

التابعي الجليل .. الَحـسَنُ الُبَصْـريّ.




نحن الآن على موعد مع رجل من خيرة التابعين، ولد لسنتين خلتا من خلافة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ..


· رجل رُبيَ في حجر زوجة من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وهي أم سلمه رضي الله عنها.


· رجل تتلمذ على يد الأمام حبر الأمة .. عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنه ـ وأخذ عنه التفسير والحديث والقراءات، فنفع الله به العباد بعلمه الوافر، وكان عاملا بذلك عابداً زاهداً نفاعاً للخلق.


· رجل قال عنه الربيع بن أنس: اختلفت إلى الحسن عشر سنين أو ما شاء فليس من يوم إلا اسمع منه ما لم أسمع قبل ذلك.


· رجل قال عنه أنس بن مالك رضي الله عنه: (سلوا الحسن فإنه حفظ ونسينا) .. فإليك أخي طرفاً من قصته.


· جاء البشير يبشر زوج النبي "أم سلمة" بأن مولاتها (خَيَْرَةَ) قد وضعت حملها وولدت غلاماً، فغمرت الفرحة فؤاد أم المؤمنين رضوان الله عليها، وطفح البشْرُ على وجهها النبيل الوقور، وبادرت فأرسلت رسولاً ليحمل إليها الوالدة ومولودها، لتقضي فترة النفاس في بيتها، فقد كانت (خَيْرَة) كريمة لدى أم سلمة، حبيبة إلى قلبها، وكان بها لهفة وتشوق لرؤية وليدها البكر وما هو إلا قليل حتي جاءت خيرة تحمل طفلها على يديها، فلما وقعت عين أم سلمة على الطفل امتلأت نفسها أنساً به، وارتياحاً له.



· فقد كان الوليد الصغير قسيما وسيماً، بهي الطلعة، تام الخِلْقةَ يملأ عين ناظريه، ويأسرُ فؤاد رائيه، ثم التفتت أم سلمة إلى مولاتها وقالت: أسَمَّيت غلامك يا خيرة؟, فقالت: كلا يا أماه، لقد تركت ذلك لك، لتختاري له من الأسماء ما تشائين، نسميه ـ على بركة الله ـ الحسن, ثم رفعت يديها ودعت له بصالح الدعاء.


· فأبشر بخير يا حسن، إذ دعت لك أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها لكن الفرحة بالحسن لم تقتصر على بيت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها, وإنما شاركها فيها بيت آخر من بيوت المدينة، هو بيت الصحابي الجليل زيد بن ثابت كاتب وحي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذلك أن (يساراً) والد الصبي كان مولى له أيضا وكان من أعز الناس عنده وأحبهم إليه.


· درج الحسن بن يسار (الذي عُرف فيما بعد بالحسن البصري) في بيت من بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورُبي في حجر زوجة من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وهي أم سلمة هند بنت سهيل رضي الله عنها, وأم سلمة كانت من أكمل نساء العرب عقلاً و أوفرهن فضلا، وأشدهن حزماً، كما كانت من أوسع زوجات الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم علماً، وأكثرهن رواية عنه حيث روت عنه صلى الله عليه وسلم ثلاثمائة وسبعة وثمانين حديثا، وكانت إلى ذلك كله من النساء القليلات النادرات اللواتي يكتبن في الجاهلية ولم تقف صلة الصبي المحظوظ بأم المؤمنين أم سلمة عند هذا الحد، وإنما امتدت إلى أبعد من ذلك، فكثيراً ما كانت خيرة أم الحسن تخرج من البيت لقضاء بعض حاجات أم المؤمنين، فكان الطفل الرضيع يبكي من جوعه ويشتد بكاؤه فتأخذه أم سلمة إلى حجرها، وتُلقمه ثديها، وتصبره به وتعلِّلَه عن غياب أمه، فكانت لشدة حبها إياه يَدُرُّ ثديُها لبنا سائغاً في فمه فيَرضعه الصبي ويسكت عليه, وبذلك غدت أم سلمة أمّاً للحسن من جهتين: فهي أمه بوصفه أحد المؤمنين، وهي أمه من الرضاع أيضا.



· وقد أتاحت الصلات الوشيجة بين أمهات المؤمنين، وقرب بيوت بعضهن من بعض للغلام السعيد أن يتردد على هذه البيوت كلها، وأن يهتدي بهديهن، وأن يتخلق بأخلاق رباتها جميعاً (أي صاحباتها) وقد كان كما يحدث عن نفسه يملأ هذه البيوت بحركته الدائبة، ويترعها بلعبه النشيط حتى إنه كان ينال سقوف بيوت أمهات المؤمنين بيديه وهو يقفز فيها قفزاً, وظل الحسن يتقلب في هذه الأجواء العبقة بطيوب النبوة، المتألقة بسناها, وينهل من تلك الموارد العذبة التى حفلت بها بيوت أمهات المؤمنين, وتتلمذ علي أيدي كبار الصحابة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث روى عن عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب وأبي موسى الأشعري، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس وأنس بن مالك وجابر بن عبد الله وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين لكنه تأثر أبلغ التأثر بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكان أكثر ما تأثر به صلابته في دينه وإتقانه لعبادته وزهده في دنياه، كما أعجب من منطقه العذب، وأقواله البليغة، وحكمته البالغة، ومواعظه التي تؤثر في القلوب تأثير السحر فكان قدوته، ومثله الأعلى حيث تخلق بأخلاقه واهتدى بتقواه وعبادته، بل كان قدوته أيضا في بيانه وفصاحته .. ولكن لماذا سمى بالحسن البصري؟.



· لعلنا نعلم .. ذلك أنه عندما بلغ مرحلة الشباب حيث بلغ أربعة عشر عاماً انتقل مع أبويه إلى البصرة بالعراق واتخذها موطنا مع أسرته، ومنذ ذلك نسب رحمه الله إلى البصرة واشتهر بالحسن البصري ولكن الحسن كان على موعد مع القدر حيث كانت البصرة وقتئذ قلعة من قلاع العلم، وكان مسجدها الكبير يزخر بمن انتقل إليها من كبار الصحابة وأئمة التابعين حيث كانوا يعقدون فيه حلقات العلم المتنوعة، ولقد كان الحسن متعطشاً إلى ذلك العلم فأخذ يرتوي على أيدي هؤلاء الأجلاء وينهل من نبعهم الصافي، والتزمهم وصاحبهم، وكان أكثر من لزم عبد الله بن عباس حبر الأمة وإمام الهدى حيث أخذ عنه التفسير والحديث والقراءات، وتعلم على أيديه الفقه واللغة والأدب وغير ذلك من العلوم النافعة، حتى رأيناه عالماً فقيها، فأقبل طلاب العلم عليه حيث أخذوا من علمه ونهلوا من فقهه وتأثروا بمواعظه التي تجذب إليها القلوب جذبا وتؤثر فيها بالغ الأثر وتنفتح لها الآذان وتدمع لها العيون.
رجاء الحريرية
رجاء الحريرية

عدد المساهمات : 58
نقاط : 117
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 18/07/2009
العمر : 26

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الإمام التابعي الجليل .. الحسن البصري رحمه الله Empty رد: الإمام التابعي الجليل .. الحسن البصري رحمه الله

مُساهمة  رجاء الحريرية الإثنين يوليو 20, 2009 4:28 am

· وظل الحسن كذلك يعلم الناس ويهديهم إلى صراط الله المستقيم ويدعوهم إلى طاعة الله رب العالمين حتى ذاع صيته وانتشر ذكره بين الناس حتى تساءل عنه الخلفاء والأمراء وآخذوا يستقصون عنه أخباره.



· حدث خالد بن صفوان قال: لقيت مسلمة بن عبد الملك في الحيرة فقال لي: أخبرني يا خالد عن حسن البصرة فإني أظن أنك تعرف من أمره ما لا يعرف سواك, فقلت: أصلح الله الأمير، أنا خير من يخبرك عنه بعلم, فأنا جاره في بيته وجليسه في مجلسه، وأعلم أهل البصرة به، فقلت: أنه آمروُُ سريرته كعلانيته وقوله كفعله، إذا أمر بمعروف كان أعمل الناس به، وإذا نهى عن منكر كان أترك الناس له، ولقد رأيته مستغنياً عن الناس، ورأيت الناس محتاجين إليه، طالبين ما عنده, فقال مسلمة: حسبك يا خالد حسبك؟ كيف يضل قوم فيهم مثل هذا؟, ولقد كان الحسن رحمه الله يصدع بكلمة الحق، لا يخاف إلا الله، ولا يخشى في الله لومة لائم، وكان عندما يصدع بالحق في وجه من تجبر وطغى خاف أصحابه عليه وظنوا أن في ذلك هلاكه لكن صدعه بالحق كان فيه نجاته بل يزيده ذلك عزاً إلى عزة.



· ذلك أنه لما ولى الحجاج بن يوسف الثقفي العراق وزاد طغيانه وتجبره، وقف الحسن وكذلك الكثير من علماء عصره في وجهه، وتصدوا لقبيح أفعاله .. نرى ذلك عندما بنى الحجاج لنفسه بيتاً وقصراً مشيداً في واسط بينه بين البصرة والكوفة. فلما انتهى من بنائه أراد للناس أن يخرجوا إليه ليشاهدوا بهرجته وروعته، فلما علم الحسن بذلك وجدها فرصة سانحة ليخرج إلى هذا الجمع الغفير من الناس فيعظهم ويذكرهم ويصرفهم عن تلك الزخارف المزيفة إلى روعة ما عند الله وكماله وبقائه، ويعظهم ألا يغتروا ببهجة الحياة الدنيا فلما خرج إليهم ورآهم يطوفون بذلك القصر المشيد مندهشين بروعة بنائه وقف فيهم خطيباً وقال: (لقد نظرنا فيما أبتنى أخبث الأخبثين، فوجدنا أن فرعون شيد أعظم مما شيد، وبنى أعلى مما بنى، ثم أهلك الله فرعون، وآتى على ما بنى وشيد .. ليت الحجاج يعلم أن أهل السماء قد مقتوه، وأن أهل الأرض قد غرّوه), مضى على هذه الطريقة يفضح الحجاج، حتى أشفق عليه الحاضرون فقال قائلهم: حسبك يا أبا سعيد، حسبك .. فقال له الحسن: لقد أخذ الله الميثاق على أهل العلم ليبيننه للناس ولا يكتمونه .. وفي اليوم التالي آتى الحجاج مجلسه وهو يشتاط غيظاً من الحسن وقال لجلسائه: (تبا لكم وسحقاً، يقوم عبدٌ من عبيد أهل البصرة ويقول فينا ما شاء أن يقول، ثم لا يجد فيكم من يرده أو ينكر عليه!!‍ والله لأسقينكم من دمه يا معشر الجبناء), ثم أمر بالسيف والنطع فأحضرا، ودعا بالجلاد فمثل واقفا بين يديه، ثم أمر الشرط أن يأتوا به، فجاءوا بالحسن فارتجفت له القلوب خوفاً عليه, فلما رأى الحسن السيف والنطع والجلاد تحركت شفتاه، ثم توجه إلى الحجاج في عزة المؤمن الواثق بربه والذي يخشاه ولا يخشى أحداً إلا الله، وما أن رآه الحجاج حتى هابه ووقره وقال: ها هنا يا أبا سعيد، ها هنا, ثم مازال يوسع له ويقول: ها هنا والناس يندهشون للموقف، حتى أجلسه على فراشه وأخذ يسأله عن بعض أمور الدين، ويجيبه الحسن بعلمه الفياض ومنطقه العذب وهو ثابت صلب فقال له الحجاج: أنت سيد العلماء يا أبا سعيد, ثم طيب له لحيته بأغلى أنواع الطيب وودعه ولما خرج تبعه حاجب الحجاج وقال له: يا أبا سعيد، لقد دعاك الحجاج لغير ما فعل بك، وأنى رأيتك عندما أقبلت، ورأيت السيف والنطع، حركت شفتيك فماذا قلت؟ قال الحسن: لقد قلت: يا ولى نعمتي، وملاذي عند كربتي، اجعل نقمته برداً وسلاماً علىَّ كما جعلت النار برداً وسلاماً على إبراهيم .. فلله درك يا أبا سعيد, ويا لثبات قلبك ورباطة جأشك وصلابة عزيمتك وصدق موقفك، وعدم هيبتك من ظلم الظالم أو طغيان الطاغية بل واجهت كل ذلك بثبات وقوة إرادة وعزيمة فكانت النجاة من موت محقق، وصدق فيك قول ربك سبحانه وتعالىSadالَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاَتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ اللهَ وَكَفَى بِاللهِ حَسِيبًا)
(سورة الأحزاب الآية 39).


· ولقد كان له موقف مشابه مع عمر بن هبيرة الفزاري ذلك أنه لما آلت الخلافة إلى يزيد بن عبد الملك بعد موت الخليفة الخامس الراشد عمر بن عبد العزيز ولى على العراق عمر بن هبيرة ثم أضاف إليه خراسان، فكان يرسل رسائل إليه ويأمره بأن ينفذ ما فيها ولو كان مجافياً للحق، فدعا عمر بن هبيرة الحسن البصري وعامر بن شرحبيل المعروف بالشعبي كليهما وقال لهما::إن أمير المؤمنين يزيد بن عبد الملك قد استخلفه الله على عباده، وأوجب طاعته على الناس، وقد ولاني ما ترون من أمر العراق ثم زادني فولاني فارس، وهو يرسل إلي أحياناً كتباً يأمرني فيها بإنفاذ مالا أطمئن إلى عدالته، فهل تجدان لي فى متابعتي إياه وإنفاذ أوامره مخرجاً في الدين؟ فأجابه الشعبي جواباً فيه مواراة ترضيه وترضي يزيد، والحسن صامت فقال عمر: وما تقول أنت يا أبا سعيد؟ فقال: (يا ابن هبيرة خف الله في يزيد، ولا تخف يزيد في الله، واعلم أن الله عز وجل يمنعك من يزيد، وأن يزيد لا يمنعك من الله يا ابن هبيرة، إنه يوشك أن ينزل بك ملك غليظ شديد لا يعصى الله ما أمره، فيزيلك عن سريرك هذا، وينقلك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك، حيث لا تجد هناك يزيد، وإنما تجد عملك الذي خالفت فيه رب يزيد يا بن هبيرة، إنك إن تكن مع الله تعالى وفي طاعته يكفك بائقة يزيد بن عبد الملك في الدنيا والآخرة، وإن تكن مع يزيد في معصية الله تعالى فإن الله يكلك إلى يزيد، وأعلم يا ابن هبيرة أنه لا طاعة لمخلوق كائناً من كان في معصية الخالق عز وجل) فبكى ابن هبيرة حتى أخضلت لحيته وأحب الحسن وبالغ من تعظيمه واحترامه فخرج الحسن والشعبي من عند بن هبيرة وتوجها إلى المسجد فسألهما الناس عما حدث مع الوالي فقال الشعبي: (أيها الناس من استطاع منكم أن يؤثر الله عز وجل على خلقه فى كل مقام فليفعل فوالذي نفسي بيده ما قال الحسن لعمر بن هبيرة قولاً أجهله، ولكني أردت فيما قلته وجه بن هبيرة، وأراد فيما قاله وجه الله فأقصاني الله من ابن هبيرة، وأدناه منه وحببه إليه).


· ولقد عاش الحسن البصري عمره يعلم الناس الخير ويدلهم على الله ويحببهم في عبادته ويعظهم ويذكرهم بما ينفعهم في العاجلة والآجلة، ويزهدهم في هذه الدنيا الفانية ويرغبهم في الآخرة الباقية, حتى جاءه سائل يسأله عن الدنيا وحالها فقال: (تسألني عن الدنيا والآخرة!! إن مثل الدنيا والآخرة كمثل المشرق والمغرب متى ازددت من أحدهما قرباً ازددت من الأخرى بعداً وتقول لي صف لي هذه الدار!! فماذا أصف لك من دار أولها غناء وأخرها فناء، وفي حلالها حساب وفى حرامها عقاب, من استغنى فيها فتن، ومن افتقر فيها حزن), وسأله آخر عن حاله وحال الناس، فقال له: (ويحنا ماذا فعلنا بأنفسنا؟! لقد أهزلنا ديننا وسمنا دنيانا، واخلقنا أخلاقنا، وجددنا فرشنا وثيابنا، يتكئ أحدنا على شماله، ويأكل من مالٍِ غير ماله، طعامه غصب، وخدمته سخرة، يدعو بحلو بعد حامض وبحارًّ بعد بارد، وبرطب بعد يابس، حتى إذا أخذته الكظة تجشأ من البشم ثم قال: (أي الذي أصابه ذلك: يا غلام، هات هضوماً يهضم الطعام، يا أحمق والله لن تهضم إلا دينك أين جارك المحتاج؟! أن يتيم قومك الجائع؟! أين مسكينك الذي ينظر إليك؟! أين ما وصاك الله عز وجل به؟! ليتك تعلم أنك عدد، وأنه كلما غابت عنك شمس يوم نقص شئ من عددك ومضى بعضك معه).


· صدقت يا إمام، ولقد جملت لنا مصيبة الدنيا والدين فى كلماتك التى ترق لها القلوب القاسية، وتدمع من أجلها العيون الدموع الغزيرة لمصيبة أمة أصابها الوهن عندما أحب أبناؤها الدنيا وكرهوا الموت .. وأبداً ستظل كلماتك قبس من نور يضئ لنا الطريق.


· ورحمك الله إذ لبيت نداء ربك ليلة الجمعة من غرة رجب لسنة مائة وعشر بعد عمر ناهز الثمانين عاماً كانت حافلة بالعطاء الفياض الذي فاض حتى شمل الأمة فى حياتك وبعد وفاتك.


· رحمك الله إذ ارتجت البصرة لموتك وتجمعت الحشود الغفيرة لتصلي عليك بعد صلاة الجمعة في نفس الجامع الذي ملأته بعلمك وعبادتك وخشيتك وقضيت فيه معظم حياتك داعياً إلى الله سبحانه، حتى روي أنه لم تقم صلاة العصر في ذلك اليوم ـ يوم وفاة الإمام ـ في جامع البصرة، لأنه لم يبق فيه أحد يقيم الصلاة.


·رحم الله الإمام ونفعنا بعلمه وسيرته العطرة وستظل ذكراه الخالدة محفورة في قلوبنا وقلب كل محب لهذا الإمام العظيم ..



وسنظل نذكرهم ونستهدى بهم فالذكر للإنسان عمرٌ ثان
رجاء الحريرية
رجاء الحريرية

عدد المساهمات : 58
نقاط : 117
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 18/07/2009
العمر : 26

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى