ضربة حرة غير مباشرة

ضربة حرة غير مباشرة

كانت العرب في الجاهلية قبل الإسلام تتباهى وتتفاخر بالأنساب ، ويختار الفرد منهم الاسم الذي يليق بابنه أو حفيده ... وللاسم في ذلك الوقت دلالات منها ما يدل على الشهامة والنخوة والكرم والفروسية ويلقبون أنفسهم بألقاب الطيور الجارحة والحيوانات الشرسة المفترسة لدب الرعب في قلوب الأعداء ، وكان الفرسان منهم يطيلون من شعورهم ... ويجدلونها على شكل ضفائر وسلاسل تتدلي على الكتفين ... وخصوصاً في أرض المعركة كي تتطاير بالهواء وذلك إيحاءاً للعدو بأنهم فرسان لا يهابون الموت .
جاء بعد ذلك عهد الإسلام وأكرمنا الله برسوله الكريم فأرسله مبشراً ونذيراً وهدى ورحمة للعالمين ، ونهى عن أشياء وثبت بعضها تحت مسمى مكارم الأخلاق والتي لا تتنافى مع أحكام وشرائع ديننا الحنيف ، ولا مجال لذكرها الآن لأننا لسنا بصدد مناقشتها ، فهي ليست موضوعنا ، وتوالت العصور والأزمنة على هذه الأمة وتبدلت كثير من العادات والتقاليد وذلك تبعاً لسياسة من كان يحكمها ، تغير اللباس للرجال والنساء على حد سواء وتغيرت لغة المخاطبة والكلام بين الناس ونتجت عنها ما يسمى الآن بمصطلح اللهجات وهناك الكلمات الدخيلة على لغتنا الجميلة ، وهي أيضاً مختلفة من بلد إلى أخر .
أما الآن والحمد لله نرى أن هذه العادات والتقاليد قد عادت إلى الواجهة من جديد منها تطويل الشعر ونثره على الكتفين والتقليد الأعمى للباس أيضاً ، ودخل علينا لباس الأفغان الذي لا يعرفه إلا من اغترب عن وطنه أو من شاهدة على القنوات الفضائية .. وتوسع البنيان وارتفع ، وعدنا أيضاً للاهتمام بالخيول العربية الأًصيلة ، وعاد التغني بالشعر ولكن الشعر العامي أي النبطي ، وعلى كل عائلة ليس فيها شاعر أن تجد لها شاعرا يكتب فيها أبياتاً من الشعر تتغنى بأمجاد العائلة وبطولاتها على الساح ، ولكن للأسف لم تعد لغتنا الجميلة الفصيحة البليغة وهي الأهم بين كل ما ذكرنا ، وعادت الأسماء ولكن مسبوقة بأل التعريف ، فلابد لكل اسم من أل التعريف تسبقه للدلالة على المهابة والعظمة ، وذلك لدب الرعب في قلوب الأعداء فبات يكنى ( أبو علاء ) بأبا العلاء ولكن من دون المعري ( وأبو حسن ) بأبا الحسن وأبا الحسين ... وأبا العاصم وأبا الهيثم وما إلى ذلك من أسماء حميدة كانت تتغنى بها العرب وبأصحابها .. وشتان ما بين الأمس واليوم ، وشتان ما بين شخوص الأمس واليوم ... وهذا يثير في نفسي الحسد ويجعلني انتقد أتدرون لماذا ؟
أنا أُكنى ( أبو محمد ) فكيف أسبقه بلام التعريف هذا ما يغيضيني ويغيض كثيراً ممن هم على شاكلتي ممن سموا بأسماء لا تضاف في أولها أل التعريف ولكن لي أمل في أهل البلاغة وفطاحل اللغة وهم كثير والحمد لله في قريتنا أناشدهم أن يجدوا لي حلاً في أل التعريف هذه أضيفها لأسم ولدي حتى أكنى بها .
يا قوم أبيتم اللعنة أعذروني على صراحتي ...
فارس العفاش