???????????اين الرقابة الصحية؟

ثمانيةٌ ، هي الأشهر التي قضتها المريضة "نجاح ناصر " البالغة من العمر 31 عاما وهي تتأرجح بين الموت والحياة ألما ، دون أن تدري أنها تحمل في أحشائها منشفة "شانة" تم نسيانها إثر عملية أجرتها في مشفى خاص بحلب .

وتعود جذور الموضوع إلى أول العام الجاري عندما قامت المريضة "نجاح" بإجراء عملية قيصرية في مشفى الجابرية بحلب ، حيث تم تخييط الجرح وترك منشفة في أحشاء المريضة ،دون أن ينتبه الطبيب( مكسيم م ) الذي قام بإجراء العملية إليها ، وهو الأمر الذي يعد من أساسيات مهنته.

بعد فترة وجيزة من العملية بدأت المريضة تعاني من ألم غريب في البطن ، حيث حيّرهذا الألم عدة أطباء راجعتهم المريضة دون اكتشاف مصدر الألم ، وخاصة في آخر ثلاثة أشهر حيث وصل الألم بالمريضة إلى درجة لاتطاق .

وكابرت المريضة على الألم عدة شهور خاصة بعد تطمينات الأطباء لها وانه لايوجد هناك شيء يستحق هذه المخاوف ، وان هذا الألم نتيجة طبيعية للعملية السابقة التي أجرتها .

وخلال شهر رمضان ، ازداد الألم بشكل غير طبيعي ، حتى لم يعد بمقدور نجاح احتماله أبدا ، حيث راجعت أحد الأطباء ليكتشف من خلال العمل الجراحي أنها تحمل بأحشائها "شانة" ( منشفة) .

وقال الطبيب المشرف على حالتها لعكس السير " وصلتني المريضة وهي تعاني من شكوى مبهمة من ألم بالبطن ، وذلك إثر عملية قيصرية قامت بإجرائها قبل ثمانية أشهر ".

وتابع الطبيب الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لعكس السير "كان هناك فتق صغير في جرح العملية وكانت تحته كتلة أكبر منه ، حيث قمنا بمداخلة جراحية لتقصي الموضوع ، لنكتشف ان المريضة تحمل بأحشائها شانة من مخلفات العملية السابقة التي أجرتها في مشفى آخر وعند طبيب آخر ".

ولم يحدد الطبيب فيما إذا كانت العملية التي تم إجراؤها أول أمس السبت ناجحة أم لا أو إذا كانت حالة المريضة مستقرة أم لا لأن الموضوع وبحسب ماذكر لنا الطبيب بحاجة إلى أسبوع على الأقل لتحديد الأضرار ، فيما أشار إلى أن "الخط الأول من هدف العملية ناجح وهو إخراج الشانة ، أما الباقي فهو بيد الله "... وعّلق قائلا "لانستطيع تقدير الخسائر حتى تطفئ النيران" .

وفسّر طبيب حالة الألم التي كانت تعاني منها المريضة لعكس السير بالقول " إن وجود جسم غريب داخل الجسم البشري يؤدي إلى حدوث نوع من التحسس حيث تحدث ردود أفعال وتقلصات من الجسم البشري تسبب احتقانات وانتانات والتصاقات مما يؤدي إلى الألم الشديد.. وحمدا لله أنها لم تفقد حياتها.

ويأتي هذا الخطأ الطبي من جملة أخطاء حدثت ولاتزال تحدث في المشافي الحكومية منها والخاصة التي سلّط عكس السير عليها الضوء في الفترة الأخيرة والتي كان آخرها آسيا التي دخلت إلى مشفى التوليد وأمراض النساء الجامعي بحلب تحمل في أحشائها طفلاً وخرجت منه تحمل في أحشائها منشفة تسببت بوفاتها.

يشار إلى أن العملية الأولى التي تم نسيان الشانة فيها أجريت في مشفى الجابرية الخاص بحلب ، فيما أجريت العملية الثانية التي تم إخراج الشانة منها في مشفى الرحمة الخاص بحلب ، حيث رفض مدير المشفى ياسر عبد المحسن الحديث حول الموضوع واكتفى بالقول " الخطأ الطبي قد يحدث في أي مكان حتى في الدول المتقدمة طبيا ".

ورغم أن وضعها لم يستقر.."نجاح" هي الان خارج المشفى بعد يوم واحد من العملية ، لتوفير التكاليف على زوجها "علي " الذي قال بأنه لايحب المشاكل ولن يتقدم بشكوى ضد أحد ، فالشكوى أولا واخيرا لله .