ناي بين أصابع فجر من مطولات شاعرنا ابا القاسم

ناي بين أصابع فجر
محمد إبراهيم الحريري

النُّورُ يحظي سواءٌ غـابَ أو حضـرا

بالسِّحْر، سابقَـهُ الإبكـار أو قَصُـرَا

والليل عنـد ارتِبَـاكِ البَّـدرِ ينكـرُه

داج تقاضـى علـى آثـاره الخطـرا

يجتاحني الحـبُّ والأيـام تأسرنـي

والوقتُ حاصرَ بيني والمدى السَّفَـرَا

لمَ اختصرتَ خيالي واقترضـتَ لـه

طيفا وصادرتَ من أطرافه البصـرا ؟

تشريع عينيك يقضي بالتـي أمـرت

آراؤه وبنـاءّ..، حكـمُـه صــدرا

لـم أقتـرف ليلـة وحـدي أبادلهـا

شكوى، تعيد لأحـلام العفـاف قـرى

وبعـض نافلـة مـن لحـن قبَّـرة

تكفي العيون التـي أغريتُهـا حـورا

جاوزتِ أعتاب دمعي فانطوى بفمـي

على ملوحته صمتي الـذي اندحـرا

لا تعزفي الحزن إيلاما قـد انفرطـت

حبَّات صبرِك فاختاري الرَّضـا وتـرا

قصي جناحَي بياني ما ارتكبـت بـه

أفقا تواطأ عمَّـا فـي دمـي صـورا

من أيقظ السوسن العفوي فـي لغـة

وحشيَّة لم تُمِطْ عن غربتي حجـرا؟

مَنْ ردني لحيـاض الفجـر سيِّدتـي

والورد يُوقظ من أعطافِـه السَّحَـرا؟

******************

*******************

قومي لآي الربـا وردا قـد انهمـرا

من وحي عينيك لونا أنطـق المطـرا

واستقدمينـي لتحقـيـق منافـعـه

أني وأنت بمـا قـال الغـرام سـرى

كذا قميصي بـه شكـوى تنازعنـي

كفي ، ومتسـعٌ مـن جنيهـا نُشِـرا

تمسكـي بتلابيـب الهـيـام بــلا

أي افتراض نفـى أو قرَّبتـه عُـرى

أجـل أتيتـك مشتاقـا فـلا عجـب

إن كان سيري بما تخفى الصدور درى

أدري سجيتهـا تخفـي فواصلـهـا

وهي العصية عـن تعميمهـا خبـرا

بريئـة لـم تصافـح كـف دميتهـا

كفي التي اغتصبت من لحنها السمرا

قد عدت أقبض من محصولنـا ديمـا

فـي جيبهـا جمعتنـا للهوى فقـرا

أمـا عرفـتِ جنونـي لا يفارقـنـي

مذ كان يحبو إلى أن عقَّنـي كبـرا ؟

لا وقـت للرمـل قـد أعميتُـه بيـدٍ

ومع يديك يدي الأخـرى بهـن أرى

مصارع الغيـم مـن ريعـان أبخـرة

ألقت عصا الريح فاهتز الثرى شجـرا

فاستغفـري لعيـون لـن أبرِّئَـهـا

مما ارتكبت بها من أجلنـا السهـرا

أصابعي الخرس لم تخفض لها طربا

وسابقتنـي لنـاي بالهـدى جُـبـرا

فأذنـي لصـلاة الدمـع واستمعـي

للصمت يدعو على من بالسنا كفـرا

*****************

*******************

وجهي المعاصر طين الأمس يذكرني

حتى يظل على مـر الطهـور قـرى

ولليتامـى بـهـا قـمـحٌ منابـتُـه

خرَّت على الأرض وَسْمَا بالعنا نحـرا

وللربيـع سمـان الغـيـم تقـرئـه

حلما بأطرافـه كيـلُ النَّـدى شَعَـرَا

أقصيـه عنـي ويأبـى أن يفارقنـي

ومـن يـديَّ أتيـت اليـوم معتـذرا

وتلـك ميـزة أهـل الشعـر قاطبـة

من في يد الموت أو من بالحياة درى

هما طريحا ظروف لـم تجـد لهمـا

جرحا يناسـب فاختـارا لهـا نفـرا

*********

ليـلا يُمـارسُ فـي سريِّـة قلمـي

حق السرور على قلب ٍ بـدا نضـرا

وفي نهاري بقايا الكـأس تخبرنـي

أن الغرام بأقصـى صحـوة سهـرا

والصيف يحزم عنقودا علـى شفتـي

والليل أجَّل حتـى رحلتـي السمـرا

شقي عصا الألم المصطاف في بدنـي

ونظفي من شظايـا أنتـي الخـورا

مازال منـي هيـامٌ حـول ذاكرتـي

يجري وقلبي بمجداف الصبـا عبـرا

قلبي اطمئن إلـى حوريـة قصمـت

ظهر التَّوجس بالصوت الذي سحـرا

طوبى لها شرَّعـت للقلـب بوصلـة

عذراء، ترسم لي نحو الهدى سفـرا

وهيَّـأت لموانـي الحـب سـاريـة

من ألف جيل يراهـا النـور معتبـرا

قلبان في قبضة الإصرار قـد حلمـا

بالنور فانصاعت البشرى لمـا أمـرا

رافقت عيني من حـزن إلـى فـرح

والعمر أعزلَ من أقصى الدمى حضرا

ومـا لمسـت ببابـي حيـن رممـه

فجر سواك على درب الهـوى قمـرا

أدري بـداوةَ حـبـي لا يهجِّنـهـا

إلاك فاستعملي فـي صيدهـا الوتـرا

ـــــــــــــــــــــ
11/5/2009
يوم في ذاكرة الناي.

ناي بين أصابع فجر من مطولات شاعرنا ابا القاسم

ناي بين أصابع فجر من مطولات شاعرنا ابا القاسم

رد: ناي بين أصابع فجر من مطولات شاعرنا ابا القاسم