حدود منزوعة الأختام

حُدُوْدٌ منزوعةُ الأختام
من لحظة التوديع خضتَ مجاهلا=ورسمت ما أضحى لعمرك قاتلا
وحقيبة بالنار ملأى كلما=فتحت رجعت إلى الضياع تحاملا
وبعثت من شفق النزوع إلى الدجى=بدرا تبنَّاهُ الغروبُ منازلا
تقتات أمنية تغور وراءها=والبحر لم يمضغ وراءك ساحلا
وصبيحة النسرين تنحر مرجة=وجدوا دمَّ الأوراقِ فيها كاملا
قصِّي جناح الهمِّ يا عصفورتي=فالحزن ألمسه بجرحي نازلا
يا سبحةً يهتز في خرزاتها=شيخ على كفيه يهوي ذابلا
فيما مضى جبلوا نخاسة طبعهم=بقلوبهم لتعيش قهرا فاصلا
واليوم تنتهز العتاب وتتقي=غبشا بمرآة يراوح عاجلا
الماء يعطي للعراء وللثرى=نهرا ليبعث بالسهول آيائلا
كن كابن آدم إذ تـُقُبِّلَ نَذْرُهُ=وأتى أخوه لكل حقد ماثلا
أو كاليراع لو استمعت لحرفِه=لقرأتَ من خلف الصرير معاولا
بين التَّوَجُّسِ والرحيل مراكبي=غرقت وعدت إلى المدامة قافلا
صوني يَدَيَّ من الرضوخ لحانة=لست الذي رفض النديمَ تحايلا
هل باقترافي للحصانة من فمي=شكوى ، تبيح لها الحدود مقاصلا؟
فتوى الكتابة عن طفولة مولدي=قد لا تجيز لها يداي قوابلا
لا تتركي سطري يعيش مشردا=سيعود يوما باليراع مناضلا
حسبي صريع الحقل يعذر إخوة=ودمي المسالم طارحوه سنابلا
هذا أنا والشعر أعزل جاءني=من أين أجمعُ للكتاب فواصلا؟
وعلى شفا النذرين قابيل انحنى=ليظل بالآيات رأيا فاشلا.
بمهارة الجلد الشحيح تحفزت=حفر لتملأها الملوحة سائلا
لا طاقة الحسرات تقدر أن ترى=صدرا يقوم على الثكالى عاهلا
أو جُنة القلم المصفد حبره=ستزيح عن صمت السجون مداخلا
كانت حواصل سره لجناحه=مأوى وأضحت للقفار معاقلا
طوق من التعب الجدير بقصة=حولي يشد من الملام سلاسلا
بدن الكلام تقرَّحت كلماته=فعلام نطلب من سقيم طائلا
حقنوه في عضل اليمام قصيدة=فتحوَّل الألم الجديد بلابلا
يا أول الآلام قرب لي فمي=ليكون للنغم الرحيم أناملا
مرآتي الثكلى بآخر ظلها=تبكي ووجهي عاد لي متثاقلا
وعفا عليه الزهد كيف أعيده=من جانب الإفلاس لي متفائلا ؟
(حَظْرُ التَّسَوِّل) في شوارع خيبتي=وقفٌ على ليلٍ يقضُّ مشاعلا
حجزوا بمرآب الفصيح قصيدتي=ألأنها فضحت بيانا جاهلا
ولسانها الريفي في غيبوبة=وضعوه حتى لا يثير مشاكلا
منحوه حق الصمت دون جناية=ورموه في تهم ليبقى عاقلا
دسوا كلاما قيل عنه مهدئ=في سره وعلمتُهُ متجاهلا
حقٌ له إن لم يجد لحريقه=أثرا لعون الماء أن يتسائلا
رمقُ الدخان يعيث في رئة السما=جمرا، فكيف إذا استطاب خمائلا؟
أنا من تشيَّعتْ السهولُ أمامه=ومضى بلا نهر يعيد جداولا
عودي إلى عينيك، لون همومنا=حزن يخط على الكفوف عنادلا
يا ألف أنثى عفةً وسجيَّةً=وهدى إلى قمم البراءة آيلا
حاصرتُ وجهي بالبحار ولم أجد=غير الدموع لمن أُحِبُّ سواحلا
مدي شراع الغيم فوق زوارقي=فالريح تعمي للغمام رواحلا
وتفقدي كفيك بعد جنايتي=تجدي اعتذاري للأنامل شاغلا
ـــــــــــــــــــ
السبت غرة شهر رمضان 1430
22/8/20009
بصر الحرير

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
لا حرمنا الله منك يا أستاذنا الكريم .. افتقدناك كثيراً ... ويعلم الله كم نشتاق لجديدك ...
أخوك فارس العفاش

بسم الله الرحمن الرحيم

لا ادري لقد خانتني كل الكلمات ... انا اعلم ان البلاغة ذاتها لن تفيك حقك في التعبير عما يكنه لك قلبي
وأعلم أن كل رسائل الشكر والامتنان غير كافية ، حتى أبدي لك مدى امتناني واحترامي... لشخصك الكريم بداية أحب أن أقدم لك خالص شكري على كل شيء على خلقك العالي وحضورك المميز فأنت بحق مفخره .
هذه الرسالة تحمل باقة من الاشواق التي تعبر عن الأخوة الصادقة..و الأحترام الكبير .. و أعجابي بمايخطه قلمك المبدع هنا و هناك..
لاعدمت حضورك ولا أطال الله لك غيبه .

واسلم لأخيك ابو نصرالله

نشاطر الأخ أبو نصر الله هذه الكلمات الرائعة وقد قالها من صميم قلبه لما أعرفه عنهما والحقيقة هي لا توفي شاعرنا حقه فهو بحق شلال الشعر الذي لا ينفذ شعره .
دمت لنا يا شيخنا الكريم
ودمت لنا يا شلال الشعر

أخوي الكريمين ابي نصر الله ، وأبي محمد فارس .
تحية تليق بكما
وتجلة يستحقهما قلباكما، وقلماكما .
تسعفني الحروف بما تيسر لدن الذكرى من كلمات تشفع لي عندكما بقصور المعنى عن بلوغ شأو قلبين أفاضا علي بالحب من كل ركن أطيق ، ولست عن المشاعر بمطو غارب نبضي إلا وبديلها يسعفني بوافر قلب محب لكما ، ونافلة مما ترك الصدق منكما لدي .فلكما تحية لم يسمع بها قلب امرئ من قبل ، ومن بعد التحية حمل قلب نصف محبة وتقديرا لكما.
دمتما علمين
وفقكما الله
وكل عام وأنتم بخير
سلامي لأهل بصر الحرير جميعا.