أجر الإبتلاء عظيم ... فاصبر...!؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق كل شيء فقدره تقديرا واصلي وأسلم صلاة وسلاما" يليقان بمقام امير الأنبياء وخاتم المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تسليما" كثيرا وبعد : يقول النبي صلى الله عليه وسلم ؛ عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له " ( رواه مسلم والمعنى في هذا الحديث واضح جلي يحثنا على الصبر في المصائب والإبتلاء وكذلك الشكر في الرخاء فكلاهما فيهما الخير للعبد المؤمن فإن ابتلي المؤمن كان عليه ان يرضى بقضاء الله وقدره وان يتقبل المصيبة بصبر ورضى وإيمان واسترجاع لله تعالى وان يكون لسانه وجوارحه كلها خاضعه وراضيه بقضاء الله وقدره وان لايجزع ولا يتأفف فيضيع الأجر والثواب والمصيبة ماضيه إن صبر او جزع فإن صبر خفف الله عليه وقع المصيبه وهونها عليه ونال الأجر والثواب قال تعالى : {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }البقرة155 وإن جزع واعترض والعياذ بالله كانت المصيبه مصيبتين فالمصيبه التي وقعت بساحته ماضيه ويكون وقعها شديد لإنها وقعت على قلب خالي من الإيمان فكان وقعها أثقل من الجبال على النفس والمصيبة الثانيه انه حرم من الأجر والثواب والهون كل الهون يأتي مع الإيمان قال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ " رواه الترمذي وابن ماجة وصححه الألباني. ومما يبتلى به العبد المؤمن المرض في جسده كما وقع لسيدنا ايوب حين ابتلاه الله بفقد المال والولد وبالمرض في جسده حيث اصابه المرض ثمانية عشر عاما" وكان صابرا" محتسبا" يدعو الله قائلا" اللهم ابتلني حيث شئت في جسدي ولاتجعل المرض يصل الى لساني حتى يبقى هذا اللسان ذاكرا" شاكرا" لك وعندما استشعر ان خطر المرض سيصل الى لسانه هنالك دعا ربه قائلا" : {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }الأنبياء83 {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ }ص41 فاستجاب الله دعاء نبيه ايوب عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وكشف مابه من ضر وعافاه الله من جميع الامراض التي أبتلي بها بعد أن تحمل الألام وصبر على البلاء وأعاد الله له صحته وعافيته وجميع امواله واولاده وكل شىء فقده وما ذلك إلا بفضل الصبر والإحتساب والرضى بقضاء الله وقدره .قال تعالى : {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ }الأنبياء84 وقد يبتلى الإنسان بأشياء وامور كثيره غير المرض والموت ، فمثلا" قد يبتلى بسوء خلق زوجته فعليه ان يصبر ويحتسب ويرضىبما قدرالله لا ان يسارع الى إقامة الدعاوي والإسراع في الطلاق ونشر اسرار البيوت وفضحها امام الملأ والإبتلاءات كثيره ومتعدده لكن المؤمن يتلقى كل ذلك بصبر وإيمان ورضى . اللهم وفقنا للصبر والرضا واصرف عنا اليأس والسخط وارزقنا العافية في الدين والدنيا والآخرة وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.