بر الوالدين ...

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله على كل حال لقيته بعد صلاة العصر مصادفه اقتربت منه سلمت عليه لم يرد سلامي !؟ نظرت إليه.... شفتاه ترتجفان دموع عينيه تنسكب فوق خديه يا إلهي !! أبا فلان ماالذي جرى لم هذه الدموع...؟ تغير لونه زاغت عيناه حاول ان يخفي عني كل هذه العلامات اللا إراديه !!؟ لاحول ولا قوة إلا بالله .... تعالى معي لنجلس هناك عل حافة الطريق بعيدا" عن انظار الناس أعطيته منديلا" من جيبي امسح دموعك نظرت اليه وهو يكفف الدموع ولاحظت أثر جروح في وجهه ماهذا ياأبا ( ) هل تشاجرت مع احد لا هذا الأمر لايليق بأ مثالي وأمثالك لقد كبرنا على هذه الأمور ... اجابني بصوت متحشرج يا شيخ والله اني احبك وأنت تعرف مكانتك عندي , ولولا أنت ماتكلمت ولا أفصحت لك عن شىء ... ياسيدي احبك الله الذي احببتنا لأجله لكني اتمنى ان تسارع بإخباري وتقول لي ما الخطب ...؟ يا شيخ لقد تشاجرت .. أتدري مع من !! مع من يارجل ..؟ قالها من اعماق جوفه حتى شعرة ان روحه ستخرج مع هذا الخبر أنه ولدي ...!!!؟ ماذا تقول ولدك ... نعم إنه ولدي ياشيخ دخل على بينما كنت نائما" في المضافه حوالي الساعه الثانيه صباحا" وايقظني من نومي بصوت راعد يهدد ويتوعد الويل والثبور لكم جميعا" في هذه الدار أنتم (.....)وانتم كل هذه الشتائم قالها لك ولدك هذا الذي زوجته في السنة الماضيه ويومها قلت لك لما العجله دعه الأن يذهب ويعمل ويكون نفسه خصوصا" أنه ادى خدمة العلم واجبتني يومها والله ياشيخ (معي قرشين وبدي افرح فيه ) قال نعم هوذا الولد الذي فرحت فيه في العام الماضي واليوم جاء يرد لي الجميل . وما السبب لمثل هذا قال ليت الأمر وقف عند هذا الحد بل هجم كالثور المصارع الى طاولة التلفاز وحطم التلفاز وانتقل الى الحجرة الداخليه وحطم التلفاز الثاني وضربني ( بالبكس ) على وجهي وكما ترى هذه أثار ضربه ...أتدري لم كل ذلك فقط لإنه يريد مني فلوس ليصرف عليه وعلى زوجته وفي حقيقة الأمر انا لااملك فلوسا" إطلاقا" وبحاجة لمن يعطيني مصرفا" .... قلت سبحان الله كل هذا يجري من ولد لوالده أهكذا بر الوالدين اصبح في زماننا وفي بصر الحرير هذا والله إنه لأمر عجاب !!! وأخذتني الحسرة علىحال هذا الاب وكثبرون من أمثاله وما ذاك إلا لإننا ابتعدنا عن تعاليم ديننا الحنيف وعن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنني طيبت خاطر هذا الرجل بكلمات من كتاب الله ومن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكرته بقول الله في كتابه الكريم حيث يقول : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التغابن14 وذكرت قصة ذاك الرجل الذي جاءيشكو الى رسول الله عقوق ولده كما أورد ذلك صاحب الكشاف وغيره، أن رجلاً أتى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: {يا رسول الله! عقني ابني، قال: كيف؟ قال: ربيته، أسهر لينام، وأجوع ليشبع، وأظمأ ليروى، فلما شب وترعرع لوى يدي وتغمط حقي وترك خدمتي، فدمعت عيناه صلى الله عليه وسلم، قال: أقلت في ذلك شعراً؟ قال: نعم. قال: ماذا قلت؟ قال: قلتُ:
غدوتك مولوداً وعلتك يافعاً تعل بما أجري عليك وتنهل


إذا ليلة ضافتك بالسقم لم أبت لسقمك إلا شاكياً أتململ


كأني أنا الملدوغ دونك بالذي لدغتَ به دوني فعيناي تهمل


فلما بلغت السن والغاية التي إليها مدى ما فيك كنت أؤمل


جعلت جزائي غلظة وفظاظة كأنك أنت المنعم المتفضل


فليتك إذا لم ترعَ حق أبوتي فعلت كما الجار المجاور يفعل

فأخذ صلى الله عليه وسلم الابن بتلابيب ثوبه، وقال: أنت ومالك لأبيك } زاد صاحب الكشاف ، فنزل جبريل، قال: فبكت الملائكة لبكاء هذا الرجل يا رسول الله! والعهدة على من نقله، وفي

الزيادة نظر. وتعال معي نتعرض الى نفحات من كتاب الله ومن قصة سيدنا ابراهيم مع ولده اسماعيل عليهما السلام لنعلم ونقف على مدى بر الوالدين عند انبياء الله واولياؤه الصالحين حيث يقول ا

لله في محكم التنزيل : {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ }الصافات102هكذا يكون بر

الوالدين تسليم لارادة الوالد وتسليم لمشيئة الله جل وعلا !!إن قصة نبي الله اسماعيل فيها من العبر الشيء الكثير فهي مدرسة أداب لإحترام الوالدين والتضحية من اجلهما وفيهاالطاعة والوفاء من

الولد للوالد وكذلك فيها الإبتلاء للوالد وهذا اختبار من الله عز وجل لخليله في أن يذبح هذا الولد العزيز الذي جاءه على كبر ، وقد طعن في السن ، بعد ما أمر بأن يسكنه هو وأمه في بلاد فقر ،

وواد ليس به حسيس ولا أنيس ، ولا زرع ولا ضرع . فامتثل أمر الله في ذلك ، وتركهما هناك ثقة بالله وتوكلاً عليه ، فجعل الله لهما فرجاً ومخرجاً ، ورزقهما من حيث لا يحتسبان.


إن واقع الحال في مجتمعاتنا اليوم يدمي القلوب ويجرح الفؤاد ويبعث الحسرة على ما وصل اليه حال الأبناء من عقوق لوالديهم ونكران للجميل والتهكم عليهما عند كبر سنهما وقلة حيلتهما

وضعف حالهما .فيا ايها الشباب المسلم يامن اكرمكم الله بوجود والديكم احدهما او كلاهما انتبهوا لهما وبرو والديكم قبل فوات الأوان وإلا والله لتندمون اشد الندم عند فوات الاوان {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا



حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ }الزمر56وتعالى معي لنقرأ امر الله في كتابه الكريم حيث يقول : {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَ

كَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }العنكبوت8 ويقول ايضا" جل من قائل : {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَ

لاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً }الإسراء23

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته برالولدين يحتاج الى قلوب لا يعلم بها لاالله سبحانه وتعالى بان لاتحمل غل ولاحسد ولاحقد ولاكرهيه ونحنو مع الاسف اصبحنا نعيش اليوم فى عصر الارقام بما معناه اب + ام - اخ يساوي لقد شاهدت بام العين شاب جامعي ويقف ايما ما في الصلاه ويحفض شى منكتاب الله عز وجل يضر ب امه العجوز